وهم: كعب بن مالكٍ،
هلال بن أمية ومرارة بن الربيع،
*****
الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: الضعفاء والمرضى،
والذين لا يجدون ما ينفقون.
قال سبحانه وتعالى: ﴿لَّيۡسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ
وَلَا عَلَى ٱلۡمَرۡضَىٰ وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ
إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ مِن سَبِيلٖۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [التوبة: 91]، هذا
صنف.
الصنف الثاني: المنافقون الذين
تخلفوا من غير عذر، وكذبوا في اعتذارهم، وهؤلاء فضحهم الله سبحانه وتعالى في سورة
التوبة.
والصنف الثالث: الذين تخلفوا، ثم
لحقوا بالرسول صلى الله عليه وسلم، وهم أبو ذر وأبو خيثمة رضي الله عنهما، تخلفوا،
ثم لحقوا بالرسول صلى الله عليه وسلم وهو في تبوك.
القسم الرابع: الذين تخلفوا من
غير عذر ولا نفاق، لم يتخلفوا نفاقًا، ولكنهم تخلفوا من غير عذر، وهؤلاء هم الثلاثة
الذين ذكرهم الله جل وعلا في قوله: ﴿وَعَلَى ٱلثَّلَٰثَةِ﴾، ولم يقل: «تخلفوا»، بل قال تعالى: ﴿وَعَلَى ٱلثَّلَٰثَةِ
ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ﴾ [التوبة: 118].
فقوله: ﴿خُلِّفُواْ﴾ معناه: أنهم أُخِّرَ أمرهم، حتى أنزل الله عز وجل توبتهم. أُخِّرَ أمرهم؛ لأنهم لما جاؤوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وصدقوا معه، قالوا: ليس لنا عذر، فصدقوا مع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمرهم أن ينتظروا حتى يقضي الله فيهم، وكان من قصتهم ما كان مما يسوقه المؤلف.
الصفحة 1 / 537