×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فصل فيما اشتملت عليه

هذه الغزوة من الأحكام

هذه الغزوة من الأحكام، منها: أن الجهاد يلزم بالشروع فيه، فمن لبس لأمته، ليس له أن يرجع.

*****

قوله: «هذه الغزوة»؛ أي: غزوة أحد. وغزوة أحد -كما هو معلوم- في السنة الثالثة من الهجرة بعد غزوة بدر، وسببها أن المشركين تألبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه بعد ما حصل عليهم في وقعة بدر من النكبة، فأرادوا أن ينتقموا من المسلمين، فجاؤوا بجموعهم وعسكروا عند جبل أحد في الشمال الشرقي من المدينة، ولذلك سميت غزوة أحد.

الإمام ابن القيم رحمه الله لما ساق هذه الغزوة في كتابه «زاد المعاد»، كان من عادته أن يستنبط من الغزوات ما تدل عليه من الفقه، لا يسرد سردًا فقط مثل سائر المؤرخين، وإنما يقف عند كل غزوة، ويستخلص ويستنبط منها الفوائد العظيمة، فاستخلص من هذه الغزوة فوائد عظيمة في صالح المسلمين، وإن كانت هذه الغزوة قد أضرت المسلمين وآلمتهم، ولكن مصالحها أكثر للمسلمين، والإمام ابن القيم رحمه الله يريد أن يبين هذه الفوائد من هذه الغزوة، وقد أطال فيها في «زاد المعاد»، واستنبط منها أحكامًا عظيمة ([1]).

لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما نزل المشركون حول أحد، استشار


الشرح

([1])  انظر: زاد المعاد (3/211).