×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فصل في قصة الحديبية

وَذَكَرَ القِصَّةَ إِلَى أَنْ قَالَ: وَجَرَى الصُّلْحُ عَلَى وَضْحِ الحَرْبِ عَشْرِ سِنِينَ، وَأَنْ يَرْجِعَ عَنْهُمْ عَامَه ذَلِكَ.

*****

الحديبية، سماها الله جل وعلا بالفتح، وأنزل فيها سورة الفتح؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحٗا مُّبِينٗا [الفتح: 1].

وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج هو وأصحابه في السنة السابعة من الهجرة أو قبلها، خرجوا يريدون العمرة، ومعهم الهدي، وكان المشركون يسيطرون على مكة، فلما رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه -وكانوا ألفًا وأربعمائة - قادمين إلى مكة، منعوهم من الدخول، منعوهم من أداء العمرة، صدوهم عن المسجد الحرام، وصدوا الهدي، قال سبحانه وتعالى: ﴿هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡهَدۡيَ مَعۡكُوفًا أَن يَبۡلُغَ مَحِلَّهُۥۚ[الفتح: 25]؛ صدوا الرسول صلى الله عليه وسلم، وصدوا الهدي.

تفاوض معهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وحصلت المراسيل بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبينهم، فأبوا، ثم حصل التفاوض والصلح فيما بينهم على أن يرجع الرسول صلى الله عليه وسلم هذا العام هو وأصحابه، على أن يأتوا من العام القادم، فيؤدوا العمرة -عمرة القضاء أو القضية-، وتصالحوا -أيضًا- على وضع الحرب بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم ([1]).


الشرح

([1])  انظر قصة صلح الحديبية في: سيرة ابن هشام (2/308-323)، والروض الأنف (7/76)، والسيرة النبوية لا بن كثير(3/312-337).