×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

ليشربوا من ألبانها وأبوالها - لأن بول الإبل وألبان الإبل فيه علاج للحمى-، فذهبوا، وشربوا من البول ومن اللبن - استدل العلماء بهذا على طهارة بول الإبل، وعلى جواز التداوي به، وكذلك ألبان الإبل-، فاستفادوا، وشفوا، إلا أن طبيعة الأعراب غلبتهم، لما رأوا إبل الصدقة، أخذهم الطمع على عادة الأعراب، فقتلوا راعي الرسول صلى الله عليه وسلم، وسملوا عينيه، ومثلوا به، ثم أخذوا الإبل.

ولما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرسل في طلبهم، فجيء بهم في النهار، جاؤوا بهم أثناء النهار، فصنع بهم صلى الله عليه وسلم مثلما صنعوا في الراعي؛ قطع أطرافهم، وسمل أعينهم، وتركهم تحت الموت - يطلبون الماء، فلايسقون في الحرة، حتى ماتوا شر ميتة -والعياذ بالله-.

فأنزل الله جل وعلا قوله: ﴿إِنَّمَا جَزَٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓاْ أَوۡ يُصَلَّبُوٓاْ أَوۡ تُقَطَّعَ أَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلَٰفٍ أَوۡ يُنفَوۡاْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِۚ ذَٰلِكَ لَهُمۡ خِزۡيٞ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٣٣ إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبۡلِ أَن تَقۡدِرُواْ عَلَيۡهِمۡۖ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [المائدة: 33- 34].

قوله: ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبۡلِ أَن تَقۡدِرُواْ عَلَيۡهِمۡۖ؛ أي: إذا تابوا، وألقوا السلاح، واستسلموا قبل القبض عليهم، فإنه تقبل توبتهم، أما بعد القبض عليهم، فلا تقبل توبتهم، ولا يسقط عنهم حد الحرابة، فهذا حد الحرابة في هذه الآية.


الشرح