*****
لما فتح رسول الله
صلى الله عليه وسلم مكة، ودخلت في حكم الإسلام، وأسلم أهل مكة والعرب، لما سقطت
قبيلة قريش، كلهم جاؤوا، وبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم، وفدوا على الرسول صلى
الله عليه وسلم - قال تعالى: ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ١ وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا﴾ [النصر: 1- 2] -،
إلا قبيلة هوازن في الطائف وما حولها، قبيلة هوازن وثقيف في الطائف وما حولها ومن
انضم إليهم، فإنهم لما سقطت قريش، خافوا على أنفسهم أن يصل إليهم الرسول صلى الله
عليه وسلم، فتجمعوا، وتألبوا، واستعدوا لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم بجموع
كثيرة.
الرسول صلى الله
عليه وسلم جهز جيشًا في مكة، قوامه اثنا عشر ألف مقاتل، عشرة جاؤوا معه من
المدينة، وألفان من قريش، خرج بهم صلى الله عليه وسلم في شوال يريد هوازن، فهوازن
جاءت، وعسكرت في وادٍ يقال له: وادي حنين، بين مكة والطائف، قريب من الجعرانة أو
عندها، فعسكروا فيه بقوتهم، جاؤوا حتى بأموالهم وأنعامهم، وأولادهم ونسائهم، بحكمة
أرادها الله سبحانه وتعالى، فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في اثني عشر
ألفًا من المقاتلين، فقال بعض الغزاة: «لَنْ نُغْلَبَ الْيَوْمَ مِنْ قِلَّةٍ»،
فحصل على المسلمين بسبب هذه الكلمة والإعجاب ما حصل.
ولهذا قال جل وعلا: ﴿لَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٖ وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَيۡٔٗا وَضَاقَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّيۡتُم مُّدۡبِرِينَ ٢٥ ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى
الصفحة 1 / 537