ورماهم
بالمنجنيق، واستعملوا الدبابة، فشق على المسلمين طول الحصار، وقوة بأس أهل الطائف،
النبي صلى الله عليه وسلم رحل راجعًا، وتركهم، ثم في المستقبل منَّ الله جل وعلا
عليهم، فأسلموا؛ كما يأتي.
ونصب عليهم
المنجنيق وهو أول من رمى به في الإسلام، وأمر بقطع الأعناب، فوقع الناس فيها
يقطعون. قال ابن سعد: فسألوه أن يدعها لله وللرحم،
*****
المنجنيق: هو آلة تقذف بها
الحجارة الكبيرة، بمثابة المدفع اليوم، وهو المنجنيق الذي استعمله النمرود وقومه
في قذف إبراهيم عليه السلام في النار، وهو معروف عند الناس من القديم.
لأن الطائف بلد عنب،
زراعتهم العنب، وهم مشهورون بالعنب والزبيب، فالرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن
ينكأ بهم، ويضعفهم، فأمر بقطع أشجار العنب، ثم إنهم استرحموه، فتركهم.
طلبوا أن يدع الرسول صلى الله عليه وسلم لهم العنب؛ لأجل الله عز وجل، وأيضًا الرحم التي بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين.