×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فقال صلى الله عليه وسلم: «فإني أدعها لله وللرحم» ([1]). فنادى مناديه: أيما عبدٍ نزل إلينا، فهو حرٌّ، فخرج منهم بضعة عشر رجلاً فيهم أبو بكرة رضي الله عنه، فدفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يَمُونُهُ، فشق ذلك على أهل الطائف، ولم يُؤذن له في فتحها، «فأمر صلى الله عليه وسلم بالرحيل، فضجَّ الناس من ذلك، وقالوا: نرحل ولم تُفتح الطائف؟!.

*****

ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر من ينادي على عبيدهم ومماليكهم، «أيُّما عبدٍ نزل إلينا، فهو حرٌ»، فنزل إليه عشرة أو أكثر من مماليكهم، منهم أبو بكرة نفيع بن الحارث - رضي الله عنه وأرضاه-.

لما نزل العبيد، دفعهم إلى المسلمين؛ من أجل أن يؤوهم، ويحسنوا إليهم.

أي: نزول عبيدهم إلى المسلمين شق ذلك عليهم، وصار فيه نكاية بهم.

لم يؤذن له في فتحها؛ أي: الله جل وعلا أراد غير ذلك، أراد أن يسلموا بدون قتال؛ كما يأتي.

شق على المسلمين الرحيل قبل أن يفتحوا، فالرسول صلى الله عليه وسلم أمرهم بأن يبقوا من أجل النكاية بهم، فبقوا، فأصيب من المسلمين من أصيب، ثم أمر صلى الله عليه وسلم بالرحيل مرة ثانية، ففرحوا بذلك، فرحوا بالرحيل، بدلاً من أن كانوا ممانعين.


الشرح

([1])  انظر: طبقات ابن سعد (2/120)، وزاد المعاد (3/435).