بنو غفارٍ، فنحن خير
أم هم؟ قالوا: أنتم وأهدى سبيلا، فأنزل الله عز وجل: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡجِبۡتِ وَٱلطَّٰغُوتِ
وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَٰٓؤُلَآءِ أَهۡدَىٰ مِنَ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ سَبِيلًا﴾ [النساء: 51] ».
فقال أهل مكة لهؤلاء
اليهود: أنتم أهل العلم القديم، وأنتم أهل الكتاب، ونحن أميون، فأينا خير، أو محمد
صلى الله عليه وسلم ؟
قال اليهود: أنتم
خير من محمد -والعياذ بالله-، أنتم خير من محمد وأهدى سبيلاً، فأنزل الله تعالى
قوله: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى
ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡجِبۡتِ وَٱلطَّٰغُوتِ وَيَقُولُونَ
لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَٰٓؤُلَآءِ أَهۡدَىٰ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ سَبِيلًا
٥١ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُۖ وَمَن يَلۡعَنِ ٱللَّهُ فَلَن
تَجِدَ لَهُۥ نَصِيرًا﴾ [النساء: 51- 52]. قوله: ﴿لِلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾؛ أي: أهل مكة.
لماذا؟ لأنهم أهل
كتاب يعرفون أن محمدًا صلى الله عليه وسلم على الحق، وأن أهل مكة على الشرك؛
ولكنهم جحدوا، ولكنهم جحدوا من أجل الهوى -والعياذ بالله-، فلعنهم الله عز وجل،
وفضحهم. ثم إن المشركين بلغوا القبائل
من حولهم، وجمعوا جيشًا قوامه عشرة آلاف لغزو رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن
حولهم من القبائل - غطفان وغيرهم-، فجمعوا جيشًا عظيمًا، وغزوا رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأصحابه في المدينة.
استشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه: ماذا يصنعون؟ فأشار عليه سلمان الفارسي رضي الله عنه بأن يحفروا خندقًا حول المدينة، قال: إنا كنا - أي في فارس -حصل مثل هذا، كنا نحفر خندقًا؛ لرد العدو، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمشورته المباركة، فحفر الخندق في مواجهة العدو، من