قَالَ مُوسَى
بْنُ عُقْبَةَ، لمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ مِنَ
الحُدَيْبِيَةِ، مَكَثَ عِشْرِينَ لَيلَةً أَو قَرِيبًا مِنْهَا، ثُمَّ خَرَجَ
إِلَى خَيبَرَ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى المَدِينَةِ سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ رضي الله
عنه.
وَقَدِمَ أَبُو
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه حِينَئِذٍ فَوَافَى سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ فِي صَلاَةِ
الصُّبْحِ، فَسَمِعَهُ يَقْرَأُ فِي الأُْولَى بـ: ﴿كٓهيعٓصٓ﴾ [مريم: 1]، وَفِي الثَّانِيَةِ: ﴿وَيۡلٞ لِّلۡمُطَفِّفِينَ﴾ [المطففين: 1]،
*****
بعد الحديبية وإبرام
العهد مع المشركين أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يواصل مع اليهود للانتقام
منهم؛ ليسلم المسلمون من شرهم، فغزا صلى الله عليه وسلم خيبر بعد ذلك مباشرة،
بعدها بأيام.
كان صلى الله عليه
وسلم من سنته أنه يستخلف على المدينة إذا سافر منها، يستخلف عليها من يقوم
بشؤونها، ويتولى أمور المسلمين فيها، لاسيما في الصلاة، فاستخلف سباع بن عرفطة رضي
الله عنه ([1]).
أبو هريرة رضي الله
عنه تأخر إسلامه إلى عام خيبر، وهو من قبيلة دوس في الطائف، فقدم على المدينة
مسلمًا، وصادف سباع بن عرفطة أميرًا عليها بعد خروج الرسول صلى الله عليه وسلم،
صلى معه الفجر، وزوده سباع بالزاد، فواصل السير إلى خيبر، ولحق بالنبي صلى الله
عليه وسلم في خيبر.
سمع أبو هريرة رضي الله عنه سباعًا يقرأ في الفجر في الركعة الأولى سورة مريم، وفي الثانية سورة المطففين، قال تعالى: ﴿وَيۡلٞ لِّلۡمُطَفِّفِينَ﴾[المطففين: 1].
([1]) انظر أخبار غزوة خيبر في: سيرة ابن هشام (2/328)، والروض الأنف(7/86)، والسيرة النبوية لابن كثير (3/344).