×
مَسائِلُ فِي الإِيمانِ

مُقدِّمَةٌ فضيلةُ الشَّيْخ صالحُ بنُ فوزان الفوزان

****

الحمدُ لله رب العالمينَ. وصلَّى اللهُ، وسلَّمَ عَلَى نَبِيِّنا مُحمَّدٍ وعَلَى آلهِ وصَحْبِه، وبعْدُ:

فإنَّ مسائِلَ العقيدةِ مُهمَّةٌ جِدًّا؛ فيجِبُ تَعلُّمُ العقيدةِ بجميعِ أبوابِهَا وجميعِ مَسائِلِها وتَلقِّيها عَن أهلِ العِلْمِ، فلا يَكفِي فيها إِلقاءُ الأسئلةِ وتلَقِّي الأجوبةِ فيها، فإنَّها مَهما كَثُرَتِ الأسئلةُ، وأُجِيبَ عنها، فإنَّ الجهلَ سيكونُ أكْثَرَ. فالواجبُ عَلَى مَن يُريدُ نَفْعَ نفسِه ونَفعَ إخوانِه المُسلِمِينَ أنْ يتعلَّمَ العقيدةَ مِن أوَّلِها إلى آخِرِها، وأنْ يُلِمَّ بأَبوابِها ومَسائِلِها، ويتلَقَّاها عَن أهْلِ العِلْمِ، ومِن كُتُبِها الأصليَّةِ مِن كُتُبِ السَّلفِ الصَّالِحِ؛ وَبِهذا يَزُولُ عنه الجَهلُ، ولا يحتاجُ إلى كَثرةِ الأسئلةِ، وأيضًا يستطيعُ هو أن يُبيِّنَ للنَّاسِ، وأنْ يُعلِّمَ الجُهَّالَ؛ لأنَّهُ أصبحَ مُؤهَّلاً في العقيدةِ. كذلك لا يتلَقَّى العقيدةَ عَنِ الكُتُبِ فقطْ، أو عَنِ القراءةِ والمطالعةِ؛ لأنَّها لا تُؤخَذُ مَسائِلُها ابتداءً مِنَ الكُتُبِ ولا من المُطالَعاتِ، وإنَّما تُؤخَذُ بِالرِّوايَةِ عَن أهْلِ العِلْمِ وأهْلِ البَصِيرةِ الَّذينَ فَهِمُوها، وأحْكَمُوا مسائِلَها، هذا هو واجِبُ النَّصيحَةِ علينا لِطَلبةِ العِلْمِ، أمَّا ما يَدُورُ الآنَ في السَّاحةِ مِن كَثرةِ الأسئلةِ حولَ العقيدةِ ومُهِمَّاتِها مِن أُناسٍ لم يَدْرُسُوها مِن قبلُ. أو أناسٍ يَتكلَّمونَ فِي العقيدةِ وأُمُورِ العقيدَةِ عَنْ جَهلٍ أو اعتمادٍ عَلَى قِراءَتِهِم للكُتُبِ أو مُطالَعاتِهِمْ فهذا سَيزيدُ الأمْرَ غُموضًا، ويَزِيدُ الإشكالاتِ إشكالاتٍ أُخرَى، ويُثَبِّطُ الجُهودَ، ويُحدِثُ الاختلافَ؛ لأنَّنَا إذا رَجَعْنا إلى أَفهامِنَا دُونَ أَخْذٍ للعِلْمِ مِن مَصادرِهِ وعَنْ أهلِه، وَإنَّما نَعتمِدُ عَلَى قِراءَتِنا وفَهمِنَا فإنَّ الأفهامَ تَختلِفُ والإدراكات


الشرح