تَختلِفُ؛ وبالتَّالِي يَحصُلُ
الاختلافُ فِي هذِه الأمورِ المُهِمَّةِ. ودِينُنا جاءَنا بالاجتماعِ والائتِلافِ
وعَدَمِ الفُرْقَةِ، وجاءَ بالمُوالاةِ لأهلِ الإيمانِ والمعاداةِ للكُفَّارِ؛
فهذا لا يَتِمُّ إِلا بتلقِّي أُمورِ الدِّينِ مِن مَصادِرِها وَمِنْ عُلَمائِهَا
الذينَ حَمَلُوها عَمَّنْ قَبلَهُم، وتَدارَسُوها بالتَّلَقِّي، وَبلَّغُوها
لِمَنْ بعدَهُم، هذا هو طريقُ العِلْم الصَّحِيح في العقيدةِ وفِي غيرِها ولكنَّ
العقيدةَ أهَمُّ؛ لأنَّها الأساسُ، ولأنَّ الاختلافَ فِيها مَجالٌ لِلضَّلالِ
وَمجالٌ لِلفُرْقَةِ بينَ المُسلِمِينَ. ولا حاجةَ بِنا إلى مُؤلَّفاتٍ جديدةٍ فِي
العقيدةِ بَل تَكفِينا كُتُبُ عُلَماءِ السَّلفِ وَأتباعِهِمْ، فما تَلفِظُه
المَطابِعُ الآنَ في هذا المَجالِ أَكثَرُهُ غُثاءٌ، لا فائِدَةَ فيهِ.
***
الصفحة 3 / 31