×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

 فَصْلٌ

وَأَمَّا الشَّرَكُ فِي الإِْرَادَاتِ وَالنِّيَّاتِ، فَذَلِكَ الْبَحْرُ الَّذِي لاَ سَاحِلَ لَهُ، وَقَلَّ مَنْ يَنْجُو مِنْهُ، مَنْ أَرَادَ بِعَمَلِهِ غَيْرَ وَجْهِ اللَّهِ، وَنَوَى شَيْئًا غَيْرَ التَّقَرُّبِ إِلَيْهِ، وَطَلَبَ الْجَزَاءَ مِنْهُ، فَقَدْ أَشْرَكَ فِي نِيَّتِهِ وَإِرَادَتِهِ.

وَالإِْخْلاَصُ: أَنْ يُخْلِصَ لِلَّهِ فِي أَفْعَالِهِ وَأَقْوَالِهِ وَإِرَادَتِهِ وَنِيَّتِهِ، وَهَذِهِ هِيَ الْحَنِيفِيَّةُ مِلَّةُ إِبْرَاهِيمَ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا عِبَادَهُ كُلَّهُمْ، وَلاَ يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ غَيْرَهَا.

وَهِيَ حَقِيقَةُ الإِْسْلاَمِ، { وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ } [آلِ عِمْرَانَ: 85] . وَهِيَ مِلَّةُ إِبْرَاهِيمَ الَّتِي مَنْ رَغِبَ عَنْهَا فَهُوَ مِنْ أَسَفَهِ السُّفَهَاءِ.

****

الشرح

هذا النَّوعُ الثَّاني وهو الشِّركُ الخَفِيُّ، وهو لا يظهر في الأَلْفاظ وإِنَّما يكون في القلبِ، وهذا أَخْطرُ شيءٍ على النَّاس؛ لأَنَّ النَّاسَ يُحِبُّونَ المدحَ والثَّناءَ، ويفرحون بالذي يمدحهم، وقد يرغبون بهذا في العبادات فتبطل والعياذُ باللهِ، فإِذَا زَيَّنُوا العبادةَ وحَسِّنُوهَا لأَجْلِ أَنْ يُمْدَحُواْ بَطَلَتْ عبادتُهم، فهو خطيرٌ جداً.

***


الشرح