×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

 فَصْلٌ

وَنَخْتِمُ الْجَوَابَ بِفَصْلٍ مُتَعَلِّقٍ بِعِشْقِ الصُّوَرِ وَمَا فِيهِ مِنَ الْمَفَاسِدِ الْعَاجِلَةِ وَالآْجِلَةِ، وَإِنْ كَانَتْ أَضْعَافَ مَا ذَكَرَهُ ذَاكِرٌ، فَإِنَّهُ يُفْسِدُ الْقَلْبَ بِالذَّاتِ.

وَإِذَا فَسَدَ الْقَلْبُ؛ فَسَدَتِ الإِْرَادَاتُ وَالأَْقْوَالُ وَالأَْعْمَالُ، وَفَسَدَ نفس التَّوْحِيدِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَكَمَا سَنُقَرِّرُهُ أَيْضًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

****

الشرح

والآنَ ابْتُلِيَ الناسُ بالصُّوَر والفِتَن؛ الصُّوَر التِي عَلى الأوراقِ، والصُّوَر التِي في الفَضَائِيَّات وعلى الشَّاشات والإِنْتَرْنِت، هذه أهلكتْ كثيرًا مِن الناسِ، خُصوصًا الشبابَ الذينَ هُم في طَوْر القُوَّة والشَّهوة، فلا يُتَساهَلْ بِها.

ولذلكَ شَدَّدَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في النَّهْيِ عن الصُّوَر، وقالَ: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ المُصَوِّرُونَ» ([1])؛ لأنه شَرٌّ، والناسُ يَتَساهَلُون فِيها.

وقوله: «مُتَعَلِّقٍ بِعِشْقِ الصُّوَرِ» يعني: الذِي يَنظر إلى ما حَرَّم اللهُ عز وجل مِن صُوَرِ النِّسَاء، والصُّوَر الفَاتنة، فإن النظرَ إلى هَذه الصُّور سَواءٌ كانتْ صُورةً خِلْقِيَّة أو صُورةً شَكْلِيَّة، كالصُّوَر التِي على الأوراقِ والمَجَلاَّت، أو صُوَر النِّسَاء الفَاتِنة، والصُّوَر العَارِية التِي تُنْشَر للفَساد والدِّعَاية إلى الباطلِ، فإن النظرَ إليها وعِشْقها مِن أَضَرِّ ما يكُون على الإِنْسَان.

ولهَذا قالَ تَعالى: { قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ ٣٠ وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (5950)، ومسلم رقم (2109).