×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوۡ ءَابَآئِهِنَّ أَوۡ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآئِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ أَخَوَٰتِهِنَّ أَوۡ نِسَآئِهِنَّ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُنَّ أَوِ ٱلتَّٰبِعِينَ غَيۡرِ أُوْلِي ٱلۡإِرۡبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفۡلِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يَظۡهَرُواْ عَلَىٰ عَوۡرَٰتِ ٱلنِّسَآءِۖ وَلَا يَضۡرِبۡنَ بِأَرۡجُلِهِنَّ لِيُعۡلَمَ مَا يُخۡفِينَ مِن زِينَتِهِنَّۚ وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٣١} [النور: 30، 31] .

وهذا عَامٌّ في جَميع الصُّوَر والرُّسُوم الفَاتِنة، مِثل: صُوَر النِّسَاء الخِلْقِيَّة، أو الصُّوَر المَنْقُولة والمَنْقُوشة والمَرْسُومة.

واليومَ ازدادَ البَلاءُ بالصُّوَر الفُوتُوغْرَافِيَّة، وقد كَانُوا قديمًا يَرسُمون بالأقلامِ ويَتْعبُون، والآنَ بكُلِّ سُهولةٍ يَلتقطُ الصورةَ بالآلةِ، ويَأخُذها في لَحظةٍ، وهذا مِن تَمام الفِتْنَة، ومِن تَيْسِير الشَّرِّ لأهلِ الشَّرِّ.

فلا يَجُوز للإِنْسَان أنه يُطلِق بَصَرَه على كُلِّ ما يَقَعُ أمامَه مِن الأشياءِ الفَاتنة والأشياءِ الضَّارَّة، بل يَغُضّ بصرَه عنه لِيَسْلَم قَلبُه؛ لأن النظرَ المُحَرَّم يُؤَثِّر في القَلبِ ويُفسِدُه، ولهذا قالَ: {ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ} [النور: 30] ، فالنظرةُ كالسَّهْم إذا كَفَّها الإِنْسَان سَلِمَ قَلْبُه، وإذا أرسلَها أصابتْ قَلْبُه.

وقَوله: «وَإِذَا فَسَدَ الْقَلْبُ؛ فَسَدَتِ الإِْرَادَاتُ وَالأَْقْوَالُ وَالأَْعْمَالُ» كَما في الحَديث: «إِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلَّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلَّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ» ([1]).

فعليكَ أن تُحافِظ على قَلبك، فلا يَصِل إليه شيءٌ يُفسِده، لا مِن أكلِ الحَرام، ولا مِن النظرِ إلى ما حَرَّم اللهُ، ولا مِن السَّماع الحَرام، فأنتَ تَحفظُ قَلبك مِن أن يَصِل إليه شيءٌ يُفسِده عَليك.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (52)، ومسلم رقم (1599).