فَصْلٌ
والْعِشْاقِ ثَلاَثَةُ
أَقْسَامٍ:
مِنْهُمْ: مَنْ يَعْشَقُ
الْجَمَالَ الْمُطْلَقَ.
وَمِنْهُمْ: مَنْ يَعْشَقُ
الْجَمَالَ الْمُقَيَّدَ، سَوَاءٌ طَمِعَ فِي وِصَالِهِ أَوْ لم يطمع.
وَمِنْهُمْ: مَنْ لاَ
يَعْشَقُ إِلاَّ مَنْ يَطْمَعُ فِي وِصَالِهِ.
وَبَيْنَ هَذِهِ
الأَْنْوَاعِ الثَّلاَثَةِ تَفَاوُتٌ فِي الْقُوَّةِ وَالضَّعْفِ. فَعَاشِقُ الْجَمَالِ
الْمُطْلَقِ، يَهِيمُ قَلْبُهُ فِي كُلِّ وَادٍ، وَلَهُ فِي كُلِّ صُورَةٍ
جَمِيلَةٍ مُرَادٌ!
يَوْمًا بِحَزْوَى،
وَيَوْمًابِالْعَذِيبِ ويَوْ |
|
مًا بالعقيق وَيَوْمًا
بِالْخُلَيْصَاءِ |
وَتَارَةً يَنْتَحِي نَجْدًا
وَآوِنَةً |
|
شِعْبَ الْعَقِيقِ وَطَوْرًا قَصْرَ
تَيْمَاءَ |
فَهَذَا عِشْقُهُ أَوْسَعُ،
وَلَكِنَّهُ غَيْرُ ثَابِتٍ كَثِيرُ التَّنَقُّلِ:
يَهِيمُ بِهَذَا ثُمَّ يَعْشَقُ
غَيْرَهُ |
|
وَيَسْلاَهُمْ مِنْ وَقْتِهِ حِينَ
يُصْبِحُ |
وَعَاشِقُ الْجَمَالِ
الْمُقَيَّدِ أَثْبَتُ عَلَى مَعْشُوقِهِ، وَأَدْوَمُ مَحَبَّة لَهُ،
وَمَحَبَّتُهُ أَقْوَى مِنْ مَحَبَّة الأَْوَّلِ، لاِجْتِمَاعِهِمَا فِي وَاحِدٍ،
وَلَكِنْ يُضْعِفُهُمَا عَدَمُ الطَّمَعِ فِي الْوِصَالِ، وَعَاشِقُ الْجَمَالِ
الَّذِي يُطْمَعُ فِي وِصَالِهِ أَعْقَلُ الْعُشَّاقِ وَأَعْرَفُهُمْ، وَحُبُّهُ
أَقْوَى لأَِنَّ الطَّمَعَ يَمُدُّهُ وَيُقَوِّيهِ.
****
الشرح
هذا يَعني أنَّه يَجولُ ولا
يَستقَر في مكَان؛ لأنَّه يتطلَّب الجمَال في كلِّ شَيء، وفي كلِّ أحدٍ، فلا
يَستقرُّ أَبدا، دائمًا يَهيمُ بحثًا عن مُرادِه.
***