×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني


شَرْطُ المَحَبَّة أَنْ تُوَافِقَ مَنْ تُحِبُّ

 

عَلَى مَحَبَّتِهِ بِلاَ عِصْيَانِ

فَإِذَا ادَّعَيْتَ لَهُ المَحَبَّة مَعَ خِلاَ

 

فِكَ مَا يُحِبُّ فَأَنْتَ ذُو بُهْتَانِ

أَتُحِبُّ أَعْدَاءَ الحَبِيبِ وَتَدَّعِي

 

حُبًا لَهُ مَا ذَاكَ فِي إِمْكَانِ

وَكَذَا تُعَادِي جَاهِدًا أَحْبَابَهُ

 

أَيْنَ المَحَبَّة يَا أَخَا الشَّيْطَانِ

فثَمَرَة المَحَبَّة شَيئانِ:

أولاً: أن اللهَ يُحِب مَن يُحِبُّه.

وثانيًا: أن اللهَ يَغفِر له ذُنوبَه { يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ}، فذكرَ لاَزِمَ المَحَبَّة وهو اتِّباع الرسولِ، وذكرَ ثَمرتَها وهي أن اللهَ يُحِب مَن أحبَّه، ويَغفِر له ذُنوبه.

ومَحَبَّة المُؤمنين تَقْتَضِي مُناصَحَتهم وعَدَم غِشِّهم، وتَقْتَضِي نُصرَتهم ومُوَالاَتهم، فالمَحَبَّة ليستْ مُجَرَّد دَعْوَى، وإنما لها عَلاَمات ولها آثارٌ تَدُلُّ عليها، وهذه هِي المَحَبَّة النافِعة.

أما المَحَبَّة الضَّارة فهِي التِي تَجْلُب الضَّرَر، كالذِي يُحِب المَعاصي والشَّهوات والمُحَرَّمات، هذه مَحَبَّة قَبِيحة تَجْلُب لصَاحبِها الآثامَ، وارتكابَ المَنْهِيَّات، وأظهرُ عَلاماتِها: اتِّباع الهَوَى، فيَتَّبِع الإِنْسَان ما تَهْوَاه نَفسُه حتى يقعَ في الكُفْرِ والشِّرك والعِياذُ باللهِ، كَما في القُرآن: {أَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيۡهِ وَكِيلًا} [الفرقان: 43] ، { أَفَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمٖ} [الجاثية: 23] .

فأخطرُ ما عَلى الإِنْسَان اتِّباع الهَوَى، فإذا سَلِم مِن شَرِّ نفسِه وهَواه فإنه سَلِمَ من الضَّرَر، وقَلَّ مَن يَسْلَمُ مِن ذَلك.

الشَّاهد: أن مَحَبَّة اللهِ عز وجل تَقْلبُ الأتعابَ إلى مَلَذَّات، وإلى عواقبَ حميدةٍ، أما المَحَبَّة الضَّارة فإنها تَقْلبُ المَلَذَّات إلى شَقاءٍ وحِرْمَان والعِياذُ باللهِ.

***


الشرح