×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فَصْلٌ في غزوة تبوك

*****

  تبوك هي أول بلاد الشام، شمالي المدينة، ولا تزال بهذا الاسم إلى الآن، وغزوة تبوك هي آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه لما بلغه

صلى الله عليه وسلم أن الروم يجمعون لغزو المسلمين في المدينة، بادر صلى الله عليه وسلم، فجهز جيشًا عظيمًا من المسلمين، وخرج بهم إلى تبوك.

وغزوة تبوك هي أشق الغزوات؛ لبعد المسافة، ولأنها حصلت في وقت الحر ووقت مَطِيبُ ثمار النخيل، وهذا فيه ابتلاء وامتحان من الله سبحانه وتعالى للمسلمين.

فبادر المسلمون طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولم تمنعهم المشقة في سبيل الله عز وجل، ولم يتخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأيضًا هي كلفت المسلمين مالاً كثيرًا، ولهذا سمي جيش العسرة، وجهزه عثمان بن عفان رضي الله عنه من خالص ماله، ثلاثمائة بعير وما يلزم لها، جهزها رضي الله عنه من خالص ماله، وأعطى النبي صلى الله عليه وسلم مبلغًا عظيمًا من المال ينفقه في هذه الغزوة، فهذا من فضائل عثمان رضي الله عنه أنه جهز جيش العسرة.

خرج النبي صلى الله عليه وسلم، وخرج معه المسلمون، و تخلف المنافقون، فالمنافقون اعتذروا؛ لأن المشقة صعبة، ولا يخرج إلا صادق الإيمان، وهذه هي الحكمة من أن الله عز وجل أجراها في هذا الوقت، تخلف المنافقون مع زعيمهم عبد الله بن أبي.


الشرح