فصل في غزوة بدر
الكبرى
فلما كان رمضان
من هذه السنة بلغه صلى الله عليه وسلم خبر العير المقبلة من الشام، فندب للخروج إليها،
ولم يحتفل لها؛ لأنه خرج مسرعًا في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً معهم، على سبعين
بعيرًا يعتقبونها.
*****
رجعت القافلة التي
خرج في طلبها أثناء ذهابها إلى الشام، رجعت بالأموال، وحصلت غزوة بدر المشهورة
العظيمة، يوم الفرقان.
لم يخرج لغزو، وإنما
خرج لاعتراض العير فقط؛ من أجل أن يتقوى به المسلمون الذين أخرجوا من ديارهم
وأموالهم ظلمًا وعدوانًا، فهو صلى الله عليه وسلم يريد أن ينتصف للمسلمين من أعداء
الله، خرج لهذا، ولم يخرج غازيًا، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن تكون غزوة،
والمسلمون لم يريدوا غزوة، وإنما أرادوا العير فقط.
أصحاب بدر ثلاثمائة
وبضعة عشر رجلاً، قال تَعَالَى: ﴿وَإِذۡ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحۡدَى ٱلطَّآئِفَتَيۡنِ أَنَّهَا لَكُمۡ
وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيۡرَ ذَاتِ ٱلشَّوۡكَةِ تَكُونُ لَكُمۡ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ
أَن يُحِقَّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦ وَيَقۡطَعَ دَابِرَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٧ لِيُحِقَّ
ٱلۡحَقَّ وَيُبۡطِلَ ٱلۡبَٰطِلَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ﴾ [الأنفال: 7- 8]،
أراد الله سبحانه وتعالى غير الذي أراده الصحابة.
كل ثلاثة على بعير، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم له زميلان يتعقبون