×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

قال تعالى: ﴿وَإِذۡ زَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَإِنِّي جَارٞ لَّكُمۡۖ فزاد هذا من عزيمتهم على المضي، وهذا بأمر الله سبحانه وتعالى وقدره، هو الذي ساقهم لحتفهم، فخرجوا بهذا المظهر بخيلهم وخيلائهم، حتى وصلوا إلى بدر، وصادف وصولهم إلى بدر وصول الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى بدر، توافوا على بدر على غير ميعاد، وما زال بعضهم في جانب، والبعض الآخر في جانب آخر، ينظر بعضهم إلى بعض.

قال تعالى: ﴿إِذۡ أَنتُم بِٱلۡعُدۡوَةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُم بِٱلۡعُدۡوَةِ ٱلۡقُصۡوَىٰ وَٱلرَّكۡبُ أَسۡفَلَ مِنكُمۡۚ وَلَوۡ تَوَاعَدتُّمۡ لَٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡمِيعَٰدِ وَلَٰكِن لِّيَقۡضِيَ ٱللَّهُ أَمۡرٗا كَانَ مَفۡعُولٗا لِّيَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحۡيَىٰ مَنۡ حَيَّ عَنۢ بَيِّنَةٖۗ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأنفال: 42]. فلما رأى الرسول صلى الله عليه سلم هذا المشهد، استشار أصحابه: هل يقاتلهم أو لا؟ فأشار عليه المهاجرون بالقتال، ثم استشارهم للمرة الثانية، فأشاروا عليه بالقتال، واستشارهم للمرة الثالثة أشاروا عليه بالقتال.

عند ذلك تكلم الأنصار، وبادر سعد بن معاذ رضي الله عنه، فقال: «وَاَللّهِ لَكَأَنّك تُرِيدُنَا يَا رَسُولَ اللّهِ ؟»، وذلك لأن الأنصار عاهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم على القتال معه في بلادهم فقط، ولم يعاهدوه على القتال خارج المدينة، وعظموا الرسول صلى الله عليه وسلم، وأيدوه، وشجعوه على القتال، وقال سعد بن معاذ رضي الله عنه: وَاَللّهِ لَكَأَنّك تُرِيدُنَا يَا رَسُولَ اللّهِ ؟ قَالَ: «أَجَلْ» قَالَ: لَقَدْ آمَنّا بِك وَصَدّقْنَاك، وَشَهِدْنَا أَنّ مَا جِئْت بِهِ هُوَ الْحَقّ،


الشرح