فسُر
رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سمع من أصحابه، وقال: «سِيرُوا وَأَبْشِرُوا، فَإِنَّ
اللَّهَ وَعَدَنِي إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَصَارِعَ الْقَوْمِ»
([1]).
*****
المُشْرِكِينَ،
فَقَالَ: «لاَ نَقُولُ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ
فَقَاتِلاَ، وَلَكِنَّا نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينِكَ، وَعَنْ شِمَالِكَ، وَبَيْنَ
يَدَيْكَ وَخَلْفَكَ «فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَشْرَقَ وَجْهُهُ
وَسَرَّهُ».
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذۡ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ
إِحۡدَى ٱلطَّآئِفَتَيۡنِ أَنَّهَا لَكُمۡ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيۡرَ ذَاتِ
ٱلشَّوۡكَةِ تَكُونُ لَكُمۡ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ ٱلۡحَقَّ
بِكَلِمَٰتِهِۦ وَيَقۡطَعَ دَابِرَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٧ لِيُحِقَّ
ٱلۡحَقَّ وَيُبۡطِلَ ٱلۡبَٰطِلَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ﴾ [الأنفال: 7- 8].
فقوله: ﴿إِحۡدَى
ٱلطَّآئِفَتَيۡنِ﴾؛ أي: إما العير أو القوم، العير قد فاتت، فبقي القوم.
وقوله: ﴿وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيۡرَ
ذَاتِ ٱلشَّوۡكَةِ تَكُونُ لَكُمۡ﴾؛ أي: يحبون العير فقط، فهم لم يأتوا لقتال.
قوله: «وَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَصَارِعِ الْقَوْمِ»؛ أي: مكان تساقطهم مقتولين، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1779) وانظر: سيرة ابن هشام (1/615)، والبدء والتاريخ (4/188)، والبداية والنهاية (2/128).