×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فسُر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سمع من أصحابه، وقال: «سِيرُوا وَأَبْشِرُوا، فَإِنَّ اللَّهَ وَعَدَنِي إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَصَارِعَ الْقَوْمِ» ([1]).

*****

المُشْرِكِينَ، فَقَالَ: «لاَ نَقُولُ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ، وَلَكِنَّا نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينِكَ، وَعَنْ شِمَالِكَ، وَبَيْنَ يَدَيْكَ وَخَلْفَكَ «فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَشْرَقَ وَجْهُهُ وَسَرَّهُ».

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذۡ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحۡدَى ٱلطَّآئِفَتَيۡنِ أَنَّهَا لَكُمۡ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيۡرَ ذَاتِ ٱلشَّوۡكَةِ تَكُونُ لَكُمۡ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦ وَيَقۡطَعَ دَابِرَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٧ لِيُحِقَّ ٱلۡحَقَّ وَيُبۡطِلَ ٱلۡبَٰطِلَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ [الأنفال: 7- 8]. فقوله: ﴿إِحۡدَى ٱلطَّآئِفَتَيۡنِ؛ أي: إما العير أو القوم، العير قد فاتت، فبقي القوم.

وقوله: ﴿وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيۡرَ ذَاتِ ٱلشَّوۡكَةِ تَكُونُ لَكُمۡ؛ أي: يحبون العير فقط، فهم لم يأتوا لقتال.

قوله: «وَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَصَارِعِ الْقَوْمِ»؛ أي: مكان تساقطهم مقتولين، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1779) وانظر: سيرة ابن هشام (1/615)، والبدء والتاريخ (4/188)، والبداية والنهاية (2/128).