×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فسار صلى الله عليه وسلم إلى بدر، فلما طلع المشركون، وتراءى الجمعان، قام، ورفع يديه، واستنصر ربه ([1])، واستنصر المسلمون الله، واستغاثوه، فأوحى الله إليه: ﴿أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلۡفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُرۡدِفِينَ [الأنفال: 9]، قُرئ بكسر الدال وفتحها، فقيل: المعنى: إنهم ردف لكم. وقيل: يردف بعضهم بعضًا، لم يأتوا دفعة واحدة.

فإن قيل: هنا ذكر ألفًا، وفي آل عمران ثلاثة آلاف، وخمسة.

قيل: فيه قولان: أحدهما: أنه يوم أحدٍ، وهو معلق على شرط، ففات، وفات الإمداد.

*****

 قال تعالى: ﴿إِذۡ تَسۡتَغِيثُونَ رَبَّكُمۡ فَٱسۡتَجَابَ لَكُمۡ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلۡفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُرۡدِفِينَ [الأنفال: 9].

أي مردفين، أو مردفين.

قوله: «إنهم ردف لكم»؛ أي: يساعدونكم.

وقوله: «يردف بعضهم بعضًا»؛ أي: يكونون ألفين.

خمسة آلاف هذا كان في غزوة أحد، وليس في بدر.

قال تعالى: ﴿بَلَىٰٓۚ إِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأۡتُوكُم مِّن فَوۡرِهِمۡ هَٰذَا يُمۡدِدۡكُمۡ رَبُّكُم بِخَمۡسَةِ ءَالَٰفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُسَوِّمِينَ [آل عمران: 125].


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1763). وانظر: سيرة هشام (1/627)، وتاريخ الطبري (2/425)، والبداية والنهاية (2/267).