فسار صلى الله
عليه وسلم إلى بدر، فلما طلع المشركون، وتراءى الجمعان، قام، ورفع يديه، واستنصر
ربه ([1])،
واستنصر المسلمون الله، واستغاثوه، فأوحى الله إليه: ﴿أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلۡفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُرۡدِفِينَ﴾
[الأنفال: 9]، قُرئ بكسر الدال وفتحها، فقيل: المعنى: إنهم ردف لكم. وقيل: يردف
بعضهم بعضًا، لم يأتوا دفعة واحدة.
فإن قيل: هنا ذكر
ألفًا، وفي آل عمران ثلاثة آلاف، وخمسة.
قيل:
فيه قولان: أحدهما: أنه يوم أحدٍ، وهو معلق على شرط، ففات، وفات الإمداد.
*****
قال تعالى: ﴿إِذۡ تَسۡتَغِيثُونَ رَبَّكُمۡ فَٱسۡتَجَابَ لَكُمۡ أَنِّي مُمِدُّكُم
بِأَلۡفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُرۡدِفِينَ﴾ [الأنفال: 9].
أي مردفين، أو
مردفين.
قوله: «إنهم ردف لكم»؛
أي: يساعدونكم.
وقوله: «يردف بعضهم
بعضًا»؛ أي: يكونون ألفين.
خمسة آلاف هذا كان
في غزوة أحد، وليس في بدر.
قال تعالى: ﴿بَلَىٰٓۚ إِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأۡتُوكُم مِّن فَوۡرِهِمۡ هَٰذَا يُمۡدِدۡكُمۡ رَبُّكُم بِخَمۡسَةِ ءَالَٰفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾ [آل عمران: 125].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1763). وانظر: سيرة هشام (1/627)، وتاريخ الطبري (2/425)، والبداية والنهاية (2/267).