×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فلما استغاثوه، أمدهم بألف، ثم بثلاثة، ثم بخمسة. وكان متابعة الإمداد أحسن موقعًا، وأقوى لنفوسهم، وأسر لها. وقال أهل القول الأول: القصة في سياق أحد، ودخول بدر اعتراض، فذَكَّرهم نعمته ببدر.

*****

ففي قوله: ﴿إِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأۡتُوكُم مِّن فَوۡرِهِمۡ وهذا هو الشرط.

وفي قوله: ﴿يُمۡدِدۡكُمۡ رَبُّكُم بِخَمۡسَةِ ءَالَٰفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُسَوِّمِينَ، وعدهم الله سبحانه وتعالى بثلاثة آلاف، ثم قال: إن صبرتم، أمددناكم بخمسة آلاف.

والثاني: يوم بدر، وحجته أن السياق يدل عليه، كقوله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدۡرٖ وَأَنتُمۡ أَذِلَّةٞۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ١٢٣ إِذۡ تَقُولُ لِلۡمُؤۡمِنِينَ أَلَن يَكۡفِيَكُمۡ.... [آل عمران: 123- 124]، إلى قوله: ﴿وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشۡرَىٰ لَكُمۡ وَلِتَطۡمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِۦۗ [آل عمران: 126]،

هذا كله في غزوة بدر على القول الثاني، لكن القول الأول هو الراجح؛ أنها في غزوة أحد.

الذي في سورة آل عمران كان في وقعة أحد، لكن الله عز وجل ذكر بدرًا في أول القصة، ذكرها من أجل أن يطمئن المسلمين؛ أنه كما نصرهم في بدر سينصرهم في أحد؛ ليطمئن المسلمين إن صبروا.

ولم يأت إلى آية واحدة أو آيتين في غزوة بدر، والباقي فوق ستين آية كلها نزلت في غزوة أحد، أما الآيات التي تتناول غزوة بدر، فكلها في سورة الأنفال.


الشرح