ثم
عاد إلى قصة أحد، وأخبر عن قول رسوله لهم: ﴿أَلَن يَكۡفِيَكُمۡ﴾ [آل عمران: 124] الآية، ثم وعدهم أنهم إن
صبروا واتقوا، أمدهم بخمسة آلاف. فهذا من قول رسوله، والذي ببدر من قوله تعالى،
وهو مطلق، وذاك معلق.
*****
قوله: ﴿أَلَن يَكۡفِيَكُمۡ﴾؛ أي: يمدكم ربكم،
هذا في غزوة أُحُد.
الآيات التي تناولت
غزوة بدر من كلام الله سبحانه وتعالى، وهو مطلق، لم يعلق على شرط؛ قال تعالى: ﴿إِذۡ تَسۡتَغِيثُونَ
رَبَّكُمۡ فَٱسۡتَجَابَ لَكُمۡ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلۡفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُرۡدِفِينَ﴾ [الأنفال: 9].
وأما في غزوة أحد،
فالرسول صلى الله عليه وسلم يخبرهم أن الله عز وجل سيمدهم بثلاثة آلاف، فإن صبروا،
زادهم إلى خمسة آلاف.
قال تعالى: ﴿إِذۡ تَقُولُ لِلۡمُؤۡمِنِينَ أَلَن يَكۡفِيَكُمۡ أَن يُمِدَّكُمۡ رَبُّكُم بِثَلَٰثَةِ ءَالَٰفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُنزَلِينَ ١٢٤ بَلَىٰٓۚ إِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأۡتُوكُم مِّن فَوۡرِهِمۡ هَٰذَا يُمۡدِدۡكُمۡ رَبُّكُم بِخَمۡسَةِ ءَالَٰفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾ [آل عمران: 124- 125].