×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وكانت وقعة أُحدٍ المشهورة ([1]).

*****

سميت وقعة أحد؛ لأنها حصلت عند جبل أحد، وحصل للمسلمين ما حصل بسبب أن الرماة تركوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم لهم بالبقاء في أماكنهم، ونزلوا لما رأوا المسلمين يقتلون المشركين، ويغنمون، ظنوا أن المعركة قد انتهت، قالوا: ننزل نساعد إخواننا في جمع الغنائم، فقال لهم رئيسهم عبد الله بن جبير رضي الله عنه: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فَلاَ تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ، هَذَا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا القَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ، فَلاَ تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ» ([2])، فلم يلتفتوا إلى قوله، ونزلوا، ويقي هو رضي الله عنه ونفر يسير، حتى استشهدوا على الجبل، فحصل للمسلمين ما حصل. لما رأى خالد بن الوليد، وكان مع المشركين حينذاك، وكان فارسًا، وله سياسة في الحرب، فلما رأى الجبل قد خلا، جاؤوا وانقضوا على المسلمين من الخلف، والمسلمون لم يشعروا بذلك، حتى وقعوا بين فكي العدو من الإمام ومن الخلف، ودارت المعركة، وحصل للمسلمين ما حصل، استشهد منهم سبعون، منهم حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.  قال تعالى: ﴿أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَيۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ [آل عمران: 165]؛ أي: أن المصيبة حصلت عليكم بسبب منكم أنتم؛ حيث تركتم أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])  انظر أخبار غزوة أحد في: سيرة ابن إسحاق (ص322)، وسيرة ابن هشام (2/60)، ودلائل النبوة للبيهقي (3/201)، والروض الأنف (5/296)، والبداية والنهاية (5/337)، والسيرة النبوية لابن كثير (3/18).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (4043).