واستعرض صلى الله
عليه وسلم الشباب يومئذٍ، فرد من استصغره عن القتال، منهم ابن عمر، وأسامة، وزيد
بن ثابت، وعرابة بن أوس، وأجاز من رآه مطيقًا، منهم سمرة بن جندب، ورافع بن خديج،
ولهما خمس عشرة سنة ([1]).
فقيل:
أجاز من أجاز لبلوغه، وجعل حد البلوغ بالسن خمس عشرة،
*****
قبل وقعة أحد استعرض
رسول الله صلى الله عليه وسلم الشباب؛ لأنهم كانوا يحرصون على القتال، فهم شباب
يتقدمون لحمل السلاح، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن إلا من بلغ الحلم، وأما
من لم يبلغ الحلم، فلا يمكنه من دخول المعركة، كان يستعرضهم، فمن رآه بلغ، أذن له
بالسلاح والقتال، ومن رآه لم يبلغ، رده، وكان ابن عمر ممن رده في هذه السنة.
ابن عمر هو عبد الله
بن عمر رضي الله عنهما، وأسامة بن زيد رضي الله عنهما ؟ لأنهم صغار.
زيد بن ثابت رضي
الله عنه من شباب الصحابة كان صغيرًا في وقعة أحد.
هذا دليل الحنابلة
على أن من علامات البلوغ هو بلوغ خمس عشرة سنة، فعلامات البلوغ:
أولاً: الاحتلام، إذا حصل منه احتلام، فقد بلغ.
([1]) انظر: سيرة ابن هشام (2/66).