×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وقالت طائفة: أجازهم لطاقتهم، ولا تأثير للبلوغ وعدمه في ذلك.

قالوا: وفي بعض ألفاظ حديث ابن عمر: «فَلَمَّا رَآنِي مُطِيقًا أَجَازَنِي» ([1]).

ثم ذكر قصة الأصيرم ([2]) وكلام أبي سفيان على الجبل،

*****

ثانيًا: الإنبات، إذا أنبت شعرًا حول القبل، فقد بلغ.

ثالثًا: إذا لم يحصل لا إنزال ولا إنبات، فببلوغ خمس عشرة سنة، بدليل هذه القصة.

إذا بلغوا، هذا يلزم عليهم أنهم يطيقون، وأما إذا لم يبلغوا، فهم لا يطيقون.

لا يطيق إلا من قد بلغ، هذه هي العادة.

وفي رواية: «عَرَضَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ فِي الْقِتَالِ، وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَلَمْ يُجِزْنِي»؛ لأنه دون الخمس عشرة.

بعد المعركة بعد ما أجرى الله عز وجل ما أجرى، فرح أبو سفيان قائد المشركين، وقال كلامًا، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: «لاَ تُجِيبُوهُ»، ولكن لما قال بعض الكلمات، قال لهم صلى الله عليه وسلم: «أَجِيبُوهُ».


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (2664)، ومسلم رقم (1868).

([2]) أخرجه: أحمد (39/42)، وانظر: سيرة ابن هشام (2/90)، والروض الأنف (6/14)، والبداية والنهاية (5/417).