×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فترك الجواب الأول أحسن، وذكره ثانيًا أحسن. وأيضًا فإن في ترك إجابته إهانة له، وتصغيرًا لشأنه. فلما منته نفسه موتهم، وحصل له من الكبر والإعجاب ما حصل، كان في جوابه إهانة وإذلال. فلم يكن مخالفًا لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُجِيبُوهُ».

*****

أجابوا حيث يحسن الجواب، وسكتوا حيث يحسن السكوت.

وكما قيل ([1]):

إِذَا نَطَقَ السَّفِيهُ فَلاَ تُجِبْهُ *** فَخَيْرٌ مِنْ إِجَابَتِهِ السُّكُوتُ

لأنه سفيه، كونهم لم يجيبوه دليل على أنهم استسفهوه.

كان في جواب عمر رضي الله عنه إهانة له وإذلال، وأنه لم يحصل له ما يريد ببقاء هؤلاء.

الرسول صلى الله عليه وسلم أقره على ذلك؛ لأن هذا فيه إهانة للمشرك وإذلالاً له، ففيه فائدة عظيمة للمسلمين.

*****


الشرح

([1])  قائل هذا البيت هو المؤمل المحاربي. انظر: الحلم لابن أبي الدنيا (1/34)، وأدب الدنيا للماوردي (1/253)، وشعب الإيمان للبيهقي (1/57).