فكل بلية بعد هذا
الخير العظيم أمر يسير جدًا، فأعلمهم -سبحانه- أن المصيبة من أنفسهم؛ ليحذروا،
وأنهم بقدره؛ ليوحدوا ويتكلوا. وأخبرهم بما له من الحكم؛ لئلا يتهموه في قدره،
وليتعرف إليهم بأنواع أسمائه وصفاته.
وذكرهم بما هو
أعظم من النصر والغنيمة، وعزَّاهم عن قتلاهم؛ لينافسوهم، ولا يحزنوا عليهم، فلله
الحمد؛ كما هو أهله، وكما ينبغي لكرم وجهه عز وجل.
*****
رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ
وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾ [آل عمران: 164]، فهذه أعظم نعمة تسلي من كل المصائب، التي تحصل على
المؤمنين.
نعمة بعثة الرسول
صلى الله عليه وسلم هي فوق كل نعمة.
أي: بعد بعثة الرسول
صلى الله عليه وسلم.
*****
الصفحة 102 / 537