×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وذكرهم -سبحانه- في هذه المحنة بما هو من أعظم نعمه عليهم، التي إن قابلوا بها كل محنةٍ تلاشت  وهي إرسال رسول من أنفسهم .

*****

ويذكر أن خرافيًّا من عُبَّاد القبور جادل أحد أصحاب التوحيد من العوام - عامي من الموحدين-، قال له الخرافي: أنتم تنتقصون الأولياء، وتظنون أنهم لا ينفعون، ولا يضرون، والله جل وعلا قال: ﴿أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ. قال له العامِّي: هل هم يُرزقون أم يرزقون؟ قال: يرزقون. قال: إذًا أنا أطلب من الذي رزقهم أن يرزقني، ولا أطلب منهم هم. فخَصَمَهُ بذلك.

مما ذكروا -أيضًا- أن أحدًا من الجهمية أو المعتزلة كان عند الخليفة، فدخل أحد علماء أهل السنة، فقال له: يا فلان! ماذا تقول لربك يوم القيامة إذا قال لك: من أين أخذت أني أتكلم؟ قال: أقول: يا رب أنت الآن تتكلم. فخصمه بذلك.

غزوة أًحد مَرَّت على المسلمين، ولم تضرهم - ولله الحمد - في المستقبل، بل زادتهم قوة ورجوعًا إلى الله عز وجل، وانتصروا على أعدائهم، وفتحوا المشارق والمغارب، وأسقطوا الدول، وأسقطوا دولة كِسرى وقيصر، فما ضرتهم وقعة أُحد، إنها هي من مصلحتهم؛ فقد أخذوا منها درسًا، وعفا الله عنهم، وغفر لهم، ففيها مصالح عظيمة للمسلمين.

ثم لما ذكر سبحانه وتعالى هذه الوقعة وما فيها من العبر والمداولات، وهذا أكبر نعمة. قال تعالى: ﴿لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ


الشرح