فجمع لهم بين
الحياة الدائمة، والقرب منه ، وأنهم عنده ، وجريان الرزق المستمر عليهم ، وفرحهم
بما آتاهم من فضله، وهو فوق الرضى ، واستشارهم بإخوانهم، الذين باجتماعهم بهم يتم
سرورهم ونعيمهم ، واستبشارهم بما يجدد لهم كل وقتٍ من كرامته.
*****
حياة دائمة، لا يموت
بعدها، قال تعالى: ﴿أَحۡيَآءٌ
عِندَ رَبِّهِمۡ﴾، قريبون من الله، فجمع لهم بين الحياة الدائمة والقرب منه سبحانه وتعالى؛
قرب المنزلة.
قال تعالى: ﴿عِندَ رَبِّهِمۡ﴾، وفي هذا تكريم
لهم، هذه عندية تكريم.
في قوله تعالى: ﴿بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ
رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ﴾؛ أي: يرزقهم الله عز وجل من الجنة، يأكلون ويشربون من
الجنة، خير من الدنيا وما فيها.
الفرح فوق الرضى،
يرضى الإنسان بالقضاء والقدر، لكنهم هم زيادة على ذلك فرحوا بما آتاهم الله عز وجل،
فجمعوا بين الأمرين: الرضا بقضاء الله وقدره، والفرح بما أعطاهم الله سبحانه
وتعالى.
ألحقهم الله عز وجل
بسلفهم الذين ماتوا، اجتمعوا بهم في الجنة، قرت أعينهم بهم.
ولهذا قال تعالى: ﴿يُرۡزَقُونَ﴾، ولم يقل: «مرزوقون»، بل قال: ﴿يُرۡزَقُونَ﴾؛ أي: يتجدد لهم الرزق؛ لأن الفعل المضارع يدل على التجدد.