فتكلم المنافقون
بما في نفوسهم، فسمعه المؤمنون، وسمعوا رد الله عليهم، وعرفوا مؤدى النفاق وما
يؤول إليه، فلله كم من حكمة في ضمن هذه القصة ونعمةٍ ! وكم فيها من تحذيرٍ وإرشادٍ !
ثم عزَّاهم
-سبحانه- عمن قُتل منهم أحسن تعزية، فقال: ﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ
أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ ١٦٩ فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ﴾ [آل
عمران: 169- 170].
*****
أي: قصة غزوة أحد
فيها من العبر والعظات الشيء الكثير.
درس، هذه الغزوة درس
للمسلمين.
قد عزى الله عز وجل
المؤمنين فيمن قًتل منهم واستشهد منهم بقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ
ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ
رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169]؛ أي: حياة برزخية، وليست حياة مثل
الحياة الدنيا؛ فهم ماتوا، وقبروا، وتزوجت نساؤهم، وقسمت مواريثهم، فهم في الدنيا
ماتوا، ولكنهم في الآخرة أحياء حياة برزخية، لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.
قوله تعالى: ﴿فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ﴾ [آل عمران: 170]؛ أي: أنهم لما شاهدوا منزلتهم في الجنة وما أعده الله عز وجل لهم، فرحوا بذلك.