×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وفي ذكر قدرته نكتةٌ لطيفةٌ، وهي أن هذا الأمر بيده؛ فلا تطلبوا كشف أمثاله من غيره . ثم اخبر -سبحانه- عن حكمة هذا التقدير، وهي أن يعلم المؤمنين من المنافقين علم عيانٍ ،

*****

قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ [آل عمران: 165]؛ أي: أن الأمر بيده وبقدرته؛ فلا تطلبوا من غيره إزالة ما يصيبكم، فالجؤوا إلى الله كما قال تعالى: ﴿فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ [الذاريات: 50]، فالفرار إلى الله سبحانه وتعالى، واللجوء إلى الله عند المصائب.

وقوله تعالى: ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ [آل عمران: 166]؛ أي: في غزوة أحد - جمع المشركين وجمع المسلمين - من إصابة المسلمين في هذه الغزوة.

وقوله: ﴿فَبِإِذۡنِ ٱللَّهِ؛ أي: بقضاء الله عز وجل وقدره؛ إذنه الكوني؛ لأن الإذن على نوعين: إذن شرعي، وإذن كوني، وما أصاب المسلمين في يوم أحد هذا من الإذن الكوني القدري.

قوله: «علم عيانٍ»، هو سبحانه وتعالى يعلم كل شيء؛ ما كان وما يكون في الأزل في علمه الأزلي، لا يخفى عليه شيء، ولكنه عز وجل لا يعاقب على علمه أن فلانًا سيكفر، وأن فلانًا سيعصى، لا يعاقب على مجرد العلم، بل يعاقب -سبحانه- على الفعل؛ إذ لابد أن يظهر من العبد الفعل، الذي يستحق به العقوبة أو الثواب.

إذ إن الله عز وجل لا يثيب على علمه أن فلانًا يصدق ويؤمن، ولا يعاقب على علمه أن فلانًا سيكفر ويسيء، حتى يظهر من العبد فعل -إما طاعة أو معصية-، ويظهر هذا الفعل، ويعاين، ويبصرُ.


الشرح