×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فهو مُشاكل قوله: ﴿لِمَن شَآءَ مِنكُمۡ أَن يَسۡتَقِيمَ ٢٨ وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [التكوير: 28- 29].

*****

فهم يغلون في إثبات القدر، وينفون السبب، وينفون فعل العبد.

النوع الثاني: القدرية النفاة - وهم المعتزلة-: وهم على العكس؛ فهم يغلون في إثبات فعل العبد، وينفون القدر.

فهم على طرفي نقيض، فالآية رد على الجميع: على القدرية الغلاة، وعلى القدرية النفاة.

قوله: «فالأول ينفي الجبر»، وهم الذين يقولون: إن العبد ليس له إرادة، وليس له مشيئة، وإنما هو يحرك بغير اختياره؛ فهم غلوا في إثبات القدر، وسلبوا قدرة العبد، وسلبوا الأسباب، نفوها، وهذا مذهب الجبرية، وهو مذهب باطل.

وقوله: «والثاني: ينفي إبطال القدر»، وهم القدرية المعتزلة، الذين على العكس؛ فقد غلوا في إثبات فعل العبد وإثبات الأسباب، ونفوا القدر.

هذه الآية تشبه آية سورة التكوير، وهي قوله تعالى: ﴿لِمَن شَآءَ مِنكُمۡ أَن يَسۡتَقِيمَ [التكوير: 28]، في هذه الآية أثبت سبحانه وتعالى المشيئة والاختيار للعبد، وهذا فيه رد على الجبرية.

وقوله سبحانه وتعالى في الآية الأخرى: ﴿وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [التكوير: 29]، هذا فيه رد مشيئة العبد إلى مشيئة الله عز وجل، وأنها داخلة في مشيئة الله جل وعلا، وفي هذا رد على القدرية النفاة.


الشرح