×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

ثم ختم الآية -سبحانه- بقوله: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ [آل عمران: 165]، بعد قوله: ﴿قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ [آل عمران: 165]؛ إعلامًا بعموم قدرته مع عدله .

ففيه إثبات القدر والسبب، فأضاف السبب إلى نفوسهم، وعموم القدرة إلى نفسه، فالأول: ينفي الجبر، والثاني: ينفي إبطال القدر .

*****

فقوله تعالى: ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ [الشورى: 30]؛ أي: أن كل المصائب لابد لها من سبب، وهو المعصية.

الله عز وجل لا يعجز عن نصرتكم في غزوة أحد وفي غيرها؛ فهو -سبحانه- على كل شيء قدير، لكن ما أصابكم إنما هو بسبب فعلكم، وإلا فإن الله قادر على أن ينصركم.

عموم قدرته على كل شيء: على النعم، وعلى المصائب، مع عدله في العقوبة، وفضله بالحسنة.

أضاف القدر إلى نفسه سبحانه وتعالى، بينما أضاف السبب إلى العبد.

قال الله جل وعلا: ﴿مَّآ أَصَابَكَ مِنۡ حَسَنَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٖ فَمِن نَّفۡسِكَۚ، فقوله: ﴿وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٖ فَمِن نَّفۡسِكَۚ؛ أي: بسبب نفسك، وهي مقدرة من الله جل وعلا؛ عقوبة.

لأن القدرية على قسمين:

النوع الأول: قدرية جبرية: يسلبون العبد الفعل والاختيار، ويقولون: إنه مجبر، ولا اختيار له، وإنما هو يحرك كما تحرك الريشة في الهواء؛


الشرح