فمنها: تعريفهم
بسوء عاقبة المعصية والفشل والتنازع؛ ليتَّقوا ويحذروا من أسباب الخذلان.
*****
عبد الوهاب رحمه
الله في هذا المختصر، وهي حِكم عظيمة لِما جرى على المسلمين في هذه الوقعة.
وقعة أُحد ذكرت في
سورة آل عمران، أما وقعة بدر، فقد ذكرت في سورة الأنفال، وذكر الله عز وجل في سورة
آل عمران ما يزيد عن الستين آية في سياق غزوة أُحد وما فيها من الحِكَم
والأَحْكَام.
من هذه الفوائد أو
الحكم أن الله عز وجل أوقع بالمسلمين هذه المصيبة بسبب ما حصل منهم من المعصية
لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولما حصل من الفشل والتنازع بينهم، فالله جل وعلا
عاقبهم بما جرى عليهم؛ تمحيصًا لهم، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥٓ إِذۡ تَحُسُّونَهُم
بِإِذۡنِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَا فَشِلۡتُمۡ وَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ
وَعَصَيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَآ أَرَىٰكُم مَّا تُحِبُّونَۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ
ٱلدُّنۡيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۚ ثُمَّ صَرَفَكُمۡ عَنۡهُمۡ
لِيَبۡتَلِيَكُمۡۖ وَلَقَدۡ عَفَا عَنكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَلَى
ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [آل عمران: 152].
فقوله: ﴿إِذۡ تَحُسُّونَهُم
بِإِذۡنِهِۦۖ﴾، وهذا في أول المعركة، ﴿إِذۡ تَحُسُّونَهُم﴾؛ أي: تقتلونهم، ﴿بِإِذۡنِهِۦۖ﴾؛ أي: بأمره سبحانه وتعالى.
فقوله: ﴿وَلَقَدۡ عَفَا عَنكُمۡۗ﴾؛ طمأنهم بأنه عز وجل
قد عفا عنهم، بسبب ما حصل منهم، وذلك لتركهم المواقع التي أوقفهم فيها رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وقال لهم صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَبْرَحُوا مِنْ
مَكَانَكُمْ، إِنْ رَأَيْتُمُونَا ظَهَرْنَا