×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

عَلَيْهِمْ، فَلاَ تَبْرَحُوا، وَإِنْ رَأَيْتُمُوهُمْ قَدْ ظَهَرُوا عَلَيْنَا، فَلاَ تُعِينُونَا عَلَيْهِمْ» ([1]).

وقاتل الناس قتالاً شديدًا، فانهزمت قريش، واستمرت الهزيمة عليهم في أول المعركة، فلما رأى الرماة أن النصر للمسلمين، قالوا: قد هزم أعداء الله، فما لقعودنا ها هنا معنى.

فذكرهم أميرهم عبد الله بن جبير أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم بألا يزولوا، فقالوا: قد انهزموا، وانتهت المعركة. ولم يلتفتوا إلى قوله، وقاموا إلا قليلاً منهم.

ثم إنهم لما نزلوا، أدرك المشركون فراغ الجبل، فَكَرَّ المشركون، واستداروا على المسلمين من خلفهم، ولم يشعر المسلمون إلا والعدو من ورائهم ومن أمامهم، فأصاب المسلمين ما أصابهم، ولو أنهم استمروا على ما اراده رسول الله صلى الله عليه وسلم، لاستمر لهم النصر، ولكن لما خالفوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، حصلت عليهم المصيبة، وهم خيار الخلق بعد الرسل.

خيار الخلق بعد الرسل هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما حصل من بعضهم هذه المخالفة، وقعت المصيبة على الجميع.

قال تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ [الأنفال: 25].


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4043).