وفُسُّر أن ما
أصابهم لم يكن بقدر الله، ولا حِكْمةَ له فيه.
فَفُسِّر بإنكار
الحكمة وإنكار القَدَر، وإنكار إتمام دينه،
*****
وهذه مصيبة؛ إذ صاروا لا يؤمنون بالقدر؛ كما قال
تعالى: ﴿يَقُولُونَ
لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ﴾ [آل عمران: 154]؛
أي: أنهم كفروا بالقدر، وأن الأمر كله راجع إليهم، وإلى تخطيطهم وتدبيرهم، وهذه
أشد، لكن ما يصيب الناس شيء إلا بقضاء الله وقدره، سواء من خير أو شر، وهذا قال
صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ
مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ،
وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلاَ تَقُلْ لَوْ
أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ
فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» ([1]).
أنت بذلت السبب،
ولكن لم تكتب لك النتيجة التي ترجوها؛ هذا من قضاء الله وقدره سبحانه وتعالى.
إنكار الحكمة: في أن الله عز وجل
أجرى هذا الشيء لا لحكمة، وإنما أجراه لاستئصال المؤمنين واستئصال الرسول، وليس
لحكمة التطهير والتمحيص.
إنكار إتمام دينه: أن أمره سيضْمَحِل، وأن هذه هي النهاية، وأن الإسلام انطوى وانتهى. وليس الأمر هكذا.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2664).