وفُسر هذا الظن
بأنه -سبحانه- لا ينصر رسوله، وأن أمره سيَضْمحِل،
*****
ظنوا بالله أنه لا
ينصر رسوله، وهذا سوء الظن بالله عز وجل؛ إذ كيف أن الله يتخلى عن رسوله؟!!
هذا لا يمكن أبدًا،
الله سبحانه وتعالى لن يتخلى عن رسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك لا يتخلى عز وجل
عن المؤمنين أبدًا، وإن أصاب الرسول وأصاب المؤمنين ما يصيبهم، فإن الله لا يتخلى
عنهم أبدًا، بل لابد أن ينصرهم، لابد أن يدير الدائرة لهم، والنصر لهم.
والمسلمون ليسوا
دائمًا منتصرين؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ
ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَآءَۗ﴾ [آل عمران: 140]،
فإذا انتصر المسلمون في كل معركة، لدخل الناس كلهم في دين الله، ولكن يصيب
المسلمين ما يصيبهم؛ ليتخلف المنافق، والراغب في الدنيا والطامع في الدنيا، فإنه
يتخلف، فهذا تمحيص وتخليص للمؤمنين من المنافقين.
أن أمر الرسول صلى
الله عليه وسلم سيضْمَحِل، وهذه هي النهاية -كما يقولون-، وانتهى الدين، الرسول
صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يضمحل أمره.
بل ذاك المتنبي الكاذب هو الذي ينقطع، وأما الرسول الحق، فهذا أبدًا لا يمكن أن ينقطع خبره وشرعه ودينه وأمره، مهما أصابه، فإنه باق ومنصور، وهكذا حصل لدين الإسلام، فمهما أصابه من الأعداء، فإنه دائم ومستمر -ولله الحمد-.