بهذه المصيبة، وإنما
هذه المصيبة بسبب أنه أخذ برأي غيرنا، ونزل على رغبة غيرنا.
قال: ﴿يَقُولُونَ لَوۡ كَانَ
لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ﴾؛ لذلك رد الله
سبحانه وتعالى عليهم بقوله: ﴿قُل لَّوۡ كُنتُمۡ فِي بُيُوتِكُمۡ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ
عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمۡۖ﴾، لا ينفع الرأي،
إذا قدر الله عز وجل شيئًا، فلا ينفع الحذر، ولا الرأي، ولا الاحتياط؛ إذ لا بد أن
ينفذ القدر.
فالذي كُتب عليه
القتل، فإنه يخرج من بيته تَسُوقه مَنِيَّته، يخرج من بيته، ويذهب إلى مَصْرعِهِ،
لا يُمكن له أبدًا أن يهرب، ويَفْلِت.
قوله: ﴿قُل لَّوۡ كُنتُمۡ فِي
بُيُوتِكُمۡ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ
مَضَاجِعِهِمۡۖ﴾، الذي كتب عليه القتل يخرج، ويذهب إلى مصرعه؛ لأن هذا مدبر؛ لأن الأمر
الله عز وجل، فالله جل وعلا رد عليهم.
ثم استطرد الإمام
ابن القيم رحمه الله في سياق الظنون السيئة بالله عز وجل في مناسبة قوله تعالى: ﴿يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ
غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ﴾، ظنوا أنه -سبحانه- لا ينصر
رسوله، وأن الإسلام سيضْمَحِل، وانتهت القضية وهكذا.
تم استطرد رحمه الله
في سياق الظنون السيئة بالله عز وجل، وأورد مقالات الجهمية والمعتزلة والأشاعرة في
ظنونهم بالله عز وجل.
كل ما ينسب إلى
الجاهلية فهو مذموم، ومنها الظن.
والله سبحانه وتعالى يقول لأهل النار: ﴿وَذَٰلِكُمۡ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمۡ أَرۡدَىٰكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [فصلت: 23]؛ أي: يقول سبحانه وتعالى لأهل النار: إنكم ظننتم أن الله عز وجل لا يعلم كثيرًا ما تعملون، هذا ظن الجاهلية.