×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وإنما كان هذا ظن السوء، والجاهلية؛ لأنه ظن لا يليق بالله وصفاته وأسمائه وحكمته وحمده، وتفرده بالربوبية والألوهية وصدقه في وعده.

*****

وقال: ﴿وَكُنتُمۡ قَوۡمَۢا بُورٗا؛ أي: هالكين، هذا هو السبب.

لماذا كان هذا الظن ظن السوء، وظن الجاهلية؟ لأنه ظن بالله في غير ما يليق بالله: من حكمته، ورحمته، وتدبيره سبحانه وتعالى.

الله عز وجل وعد النصر للمؤمنين، فلابد أن يتحقق، وإن تأخر، وإن حال دونه ما يحول، فإنه سيتحقق، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ [الروم: 6].

ولهذا لما صدوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن عمرة الحديبية، وصالحهم الرسول صلى الله عليه وسلم على الرجوع، والعودة من قادم، قال بعض الصحابة لرسول الله: «أَوَلَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي البَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ؟ قَالَ: «بَلَى، فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ العَامَ»، قَالَ: قُلْتُ: لاَ، قَالَ: «فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ» ([1]).

فحصل ما أخبر الله به، ودخلوا مكة، قال تعالى: ﴿لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءۡيَا بِٱلۡحَقِّۖ لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَۖ فَعَلِمَ مَا لَمۡ تَعۡلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتۡحٗا قَرِيبًا[الفتح: 27].


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2731).