×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فلما مات صلى الله عليه وسلم استبدوا بالأمر دون وصيهِ وأهل بيته،

*****

هذه مسألة الشيعة، الذين يقولون: إن الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بها لعلي رضي الله عنه، ولكن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ظلما عليَّا، وأخذا الوصاية، وظلماه بذلك.

تعالى الله عما يقولون! ألم يكن علي بن أبي طالب رضي الله عنه من المبايعين بالخلافة لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، أليس كذلك؟!! كيف أنه يبايع وهو رضي الله عنه يعلم أن الخلافة له، وليست لهما؟! كيف يفعل هذا؟!! لم يقل: إن الخلافة لي وإن هذا نص من الرسول صلى الله عليه وسلم.

هل يبايع أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، وهو يعلم أنها ليست لهما؟!! هذا فيه تخوين لعلي رضي الله عنه. قوله: «وصيه»؛ أي: علي رضي الله عنه، ولذلك يقولون: علي رضي الله عنه الوصي، فإذا قالوا: الوصي، يعنون أنه وصي الرسول صلى الله عليه وسلم.

الرسول صلى الله عليه وسلم لم يوصِ بالخلافة لأحد، ولكنه أعطى إشارات أنها لأبي بكر رضي الله عنه؛ حيث قدمه في الصلاة مع وجود علي رضي الله عنه.

وأمر كذلك بإغلاق الأبواب التي على المسجد، ما عدا باب أبي بكر رضي الله عنه؛ من أجل أن يخرج ليصلي بالمسلمين ([1]). لماذا أمر بذلك؟ لأنه رضي الله عنه سيكون الإمام بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، فأعطي بذلك إشارات إلى استخلاف أبي بكر رضي الله عنه، وقد أخذ بها الصحابة، أبا بكر، ولو أنهم علموا أن الرسول قد أوصى بالخلافة لعلي رضي الله عنه، لم يكونوا ليتجاوزا الوصاية.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3904)، ومسلم رقم (2382).