×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

ثم أخبر -تعالى- عمن تولى من المؤمنين، أنه بسبب ذنوبهم استزلهم الشيطان، فإن الأعمال جندٌ للعبد وجندٌ عليه،

*****

قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ مِنكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ إِنَّمَا ٱسۡتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ بِبَعۡضِ مَا كَسَبُواْۖ، يخبر -تعالى- أن طائفة من المؤمنين فروا لما التقى جمع من المؤمنين مع جمع من المشركين، وذلك بسبب أن الشيطان استزلهم بذلك.

ثم إن الله عز وجل طمأنهم بقوله: ﴿وَلَقَدۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٞ [آل عمران: 155]؛ أي: أن الله سبحانه وتعالى عفا عن المؤمنين؛ حصل منهم ما حصل.

فقوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ مِنكُمۡ. انظر إلى قوله: ﴿مِنكُمۡ؛ أي: من المؤمنين. ﴿يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ، وما السبب في ذلك؟ الشيطان؛ قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱسۡتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ، ولماذا استزلهم الشيطان؟ قال تعالى: ﴿بِبَعۡضِ مَا كَسَبُواْ؛ عقوبة، المؤمن تأتيه عقوبة على بعض تصرفاته، وذلك من مصلحته.

ثم قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٞ، في هذا بشارة من الله عز وجل بالعفو؛ لأنهم مؤمنون، فالمؤمن وإن حصلت منه ذلة، فإن الله يغفرها له بسبب إيمانه.

الأعمال الصالحة جند للعبد ينتصر بها، وسيئات المؤمن جند عليه يعاقب بها؛ فالأعمال جند له، وجند عليه؛ فإن كانت صالحة، فهي جند له، وإن كانت سيئة، فهي جند عليه.


الشرح