×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فالمؤمن لا يزداد بذلك إلا إيمانًا، والمنافق ومن في قلبه مرضٌ يظهر على جوارحه.

ثم ذكر -سبحانه- حكمة أخرى، وهي تمحيص ما في قلوب المؤمنين ، وهو تنقيتها، فإن القلوب يخالطها من غلبة الطبع وميل النفس، وحكم العادة، وتزيين الشيطان، واستيلاء الغفلة على ما يضاد ما فيها من الإيمان .

فلو تُركت في عافية دائمًا، لم تتخلص من هذا ، فكانت نعمته -سبحانه- عليهم بهذه الكسرة تعادل النعمة بالنصرة .

*****

يظهر نفاقه على لسانه وعلى جوارحه وتصرفاته، فهذا من حكمة الله سبحانه وتعالى أنه يظهر إيمان المؤمنين، ويَظهر نفاق المنافقين عند المصائب والنوازل.

أي: تطهير.

فالله عز وجل يريد أن يخلص إيمان المؤمنين من الوساوس والشكوك والترددات وغير ذلك - وساوس الشيطان-، يريد الله أن يطهر قلوب المؤمنين من ذلك، هذا من الحكمة.

قال تعالى: ﴿وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمۡۚ [آل عمران: 154].

الله سبحانه وتعالى نصرهم في غزوة بدر، وأنعم عليهم، ثم كسرهم في غزوة أُحد؛ من أجل ألا يظنوا أن النصر دائمًا لهم، وإنما الدنيا مداولات، والحرب سجال، وذلك من أجل ألا يغتر المسلمون بقوتهم وأفعالهم، بل يؤمنون بالقضاء والقدر.


الشرح