فظن المسلمون
أنهم قصدوا المدينة، فشق عليهم، ثم نادى أبو سفيان: موعدكم الموسم ببدرٍ،
*****
وجاء النصر، قال الله تعالى: ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ
ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ١ وَرَأَيۡتَ
ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا﴾ [النصر: 1- 2]،
فدخل الناس في دين الله أفواجًا، لم تضرهم هذه الكسرة في غزوة أُحد، بل إنها صارت
قوة لهم.
ثم يأتي امتحان آخر،
ليس فقط مقصورًا على الذي وقع في غزوة أُحد، بل إن المشركين لما انصرفوا، هددوا
المسلمين بالرجوع إليهم واستئصال بقيتهم، لم يزد المسلمين عند ذلك عندما بلغهم
الخبر إلا قوة وتوكلاَ على الله، وانتبهوا.
المسلمون ظنوا أن
المشركين ذهبوا إلى المدينة؛ لأخذ النساء والأموال -نساء المسلمين وأموالهم-،
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه يسبرهم، ويخبرهم كيف
هي تحركاتهم، هل هذه تحركات الذي سيذهب إلى المدينة، أو أنها تحركات الذي سيذهب
إلى مكة، فسبرهم رضي الله عنه، ورأى منهم أنهم يريدون مكة، فجاء وأخبر الرسول صلى
الله عليه وسلم، عند ذلك اطمأن المسلمون.
لما انكفؤوا إلى
مكة، نادي أبو سفيان، وكان قائد المشركين ذاك الوقت، وأبو سفيان هذا قد من الله
عليه بالإسلام فأسلم رضي الله عنه، وصار من المجاهدين في سبيل الله.
فقال أبو سفيان: موعدكم في بدر العام القادم. يهددهم، هذا لم يضر المسلمين، المسلمون فرحوا بأن المشركين انكفوا عنهم، وذهبوا إلى مكة.