×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قولوا: نعم»، ثم انصرفوا ا ([1]).

فلما كانوا ببعض الطريق تلاوموا، فقالوا: أصبتم شوكتهم، ثم تركتموهم يجمعون لكم، فارجعوا؛ نستأصلهم .

           فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنادى في الناس، وندبهم إلى المسير، وقال: «لاَ يَخْرُجْ مَعَنَا إلاّ مَنْ شَهِدَ الْقِتَالَ » ([2]).

*****

«قولوا: نعم»، لم يخافوا، قال المسلمون: نعم، الموعد بدر.

هذه النكبة والمصيبة الثانية.

أمرهم صلى الله عليه وسلم بالمسير للقاء الكفار، وهم جرحى ومصابون، وأمر ألا يخرج إلا من شهد وقعة أُحد، فخرجوا، وفيهم الجراح، وبادروا لنداء الله -سبحانه- ونداء رسوله صلى الله عليه وسلم، بادروا.

فالرسول صلى الله عليه وسلم استحثهم، فبادروا، وخرجوا معه مسرعين، ونزلوا في مكان على طريق المشركين يترصدون مجيئهم.

فلما علم المشركون أن المسلمين خرجوا، قالوا: ما خرجوا، إلا أن فيهم قوة. فهابوا، وألقى الله عز وجل الرعب في قلوبهم، فذهبوا إلى مكة، وكفى الله المؤمنين القتال، لكن بعد الامتحان.


الشرح

([1])  انظر: سيرة ابن هشام (2/94)، وتاريخ الطبري (2/527)، والروض الأنف (6/19)، والبداية والنهاية (5/421).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (4077)، ومسلم رقم (2418).