فَبَلَّغَهَا
زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَاءَ ابْنُ أُبَيٍّ
يَعْتَذِرُ، وَيَحُلِفُ: مَا قَالَ، فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم،
فَأَنْزَلَ اللهُ تَصْدِيقَ زَيدٍ في سُورَةِ المُنَافِقِينَ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم بِأُذُنِهِ، فَقَالَ: «أَبْشِرْ فَقَدْ صَدَقَكَ اللهُ»، ثُمَّ
قَالَ: «هَذَا الَّذِي وَفَّى اللهُ بِأُذُنِهِ»، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ
اللهِ، مُرْ عَبَّاد بْنَ بِشْرٍ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقَالَ: «فَكَيْفَ إِذَا
تَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ» ([1]).
*****
وقوله: ﴿ٱلۡأَذَلَّۚ﴾؛ أي: الرسول صلى
الله عليه وسلم.
فلما بلغ ذلك ابنه،
وكان رجلاً صالحًا يقال له: عبد الله بن عبد الله بن أُبَيِّ، قال: يا رسول الله،
دعني اقتله.قال صلى الله عليه وسلم: لا، لا تقتله. قال: دعني آتيك برأسه، لا أريد
أن يقتله أحد غيري؛ فمنعه الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأخلاقه صلى الله عليه وسلم.
فلما وصلوا إلى المدينة، وقف ابنه بالسيف مسلولاً، وقال: والله لا تدخلها حتى يأذن
لك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: دعه يدخل؛
فتركه ودخل ([2]).
*****
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4900)، ومسلم رقم (2772).
الصفحة 22 / 537