×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فَبَلَّغَهَا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَاءَ ابْنُ أُبَيٍّ يَعْتَذِرُ، وَيَحُلِفُ: مَا قَالَ، فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللهُ تَصْدِيقَ زَيدٍ في سُورَةِ المُنَافِقِينَ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأُذُنِهِ، فَقَالَ: «أَبْشِرْ فَقَدْ صَدَقَكَ اللهُ»، ثُمَّ قَالَ: «هَذَا الَّذِي وَفَّى اللهُ بِأُذُنِهِ»، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مُرْ عَبَّاد بْنَ بِشْرٍ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقَالَ: «فَكَيْفَ إِذَا تَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ» ([1]).

*****

وقوله: ﴿ٱلۡأَذَلَّۚ؛ أي: الرسول صلى الله عليه وسلم.

فلما بلغ ذلك ابنه، وكان رجلاً صالحًا يقال له: عبد الله بن عبد الله بن أُبَيِّ، قال: يا رسول الله، دعني اقتله.قال صلى الله عليه وسلم: لا، لا تقتله. قال: دعني آتيك برأسه، لا أريد أن يقتله أحد غيري؛ فمنعه الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأخلاقه صلى الله عليه وسلم. فلما وصلوا إلى المدينة، وقف ابنه بالسيف مسلولاً، وقال: والله لا تدخلها حتى يأذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: دعه يدخل؛ فتركه ودخل ([2]).

*****


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4900)، ومسلم رقم (2772).

([2])  انظر: سيرة ابن هشام (2/291-293)، وتاريخ المدينة لابن شبة (1/365- 367)، والصارم المسلول (1/352- 353).