وَهَي تَأْلِيفُ
قَوْمِهِ، وَعَدَمُ تَنْفِيِرهِمْ عَنِ الإِسْلاَمِ، وَلَعَلَّهُ تَرَكَهُ
لِهَذِهِ الوُجُوهِ كُلِّهَا.
وَفِي
مَرْجِعِهِمْ مِنْ هَذِهِ الْغَزْوَةِ قَالَ ابْنُ أُبيِّ: ﴿يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعۡنَآ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ لَيُخۡرِجَنَّ
ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚ﴾ [المنافقون: 8].
*****
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: دَعْنِي أَضْرِبْ
عُنُقَ هَذَا المُنَافِقِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «دَعْهُ،
لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ» ([1]).
تركه لهذه الوجوه
كلها.
في هذه الغزوة تكلم
ابن أُبَيِّ؛ لأنه حصلت واقعة بين فتيان من الأنصار ومن المهاجرين، حصل اقتتال أو
تناوش بينهما، «وقال الأنصاري: يا للأنصار؛ وقال المهاجري: يا للمهاجرين! فخرج
النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «مَا بَالُ دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ»؟!.. «دَعُوهَا
فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» ([2])، فالنبي صلى الله
عليه وسلم أطفأ هذه الفتنة بين المهاجرين والأنصار.
فماذا كان من الخبيث
عبد الله بن أُبَيَّ بن سلول؟ قال: ﴿يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعۡنَآ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ لَيُخۡرِجَنَّ
ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚ﴾؛ يعني بهذا: رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: «والله ما
مثلنا ومثل محمدٍ إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك والله لئن رجعنا إلى المدينة
ليخرجن الأعز منها الأذل». هكذا يقول قبحه الله!
فقوله: ﴿ٱلۡأَعَزُّ﴾؛ أي: نفسه.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4905)، ومسلم رقم (2584).