×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وَهَي تَأْلِيفُ قَوْمِهِ، وَعَدَمُ تَنْفِيِرهِمْ عَنِ الإِسْلاَمِ، وَلَعَلَّهُ تَرَكَهُ لِهَذِهِ الوُجُوهِ كُلِّهَا.

وَفِي مَرْجِعِهِمْ مِنْ هَذِهِ الْغَزْوَةِ قَالَ ابْنُ أُبيِّ: ﴿يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعۡنَآ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ لَيُخۡرِجَنَّ ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚ [المنافقون: 8].

*****

 فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا المُنَافِقِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «دَعْهُ، لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ» ([1]).

تركه لهذه الوجوه كلها.

في هذه الغزوة تكلم ابن أُبَيِّ؛ لأنه حصلت واقعة بين فتيان من الأنصار ومن المهاجرين، حصل اقتتال أو تناوش بينهما، «وقال الأنصاري: يا للأنصار؛ وقال المهاجري: يا للمهاجرين! فخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «مَا بَالُ دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ»؟!.. «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» ([2])، فالنبي صلى الله عليه وسلم أطفأ هذه الفتنة بين المهاجرين والأنصار.

فماذا كان من الخبيث عبد الله بن أُبَيَّ بن سلول؟ قال: ﴿يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعۡنَآ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ لَيُخۡرِجَنَّ ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚ؛ يعني بهذا: رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال: «والله ما مثلنا ومثل محمدٍ إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل». هكذا يقول قبحه الله!

فقوله: ﴿ٱلۡأَعَزُّ؛ أي: نفسه.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4905)، ومسلم رقم (2584).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (4905).