مَعَ أَنَّهُ
رَأْسُ الإِْفْكِ، فَقِيلَ: لأَِنَّ الحُدُودَ كَفَّارَةٌ، وَهَذَا لَيسَ
كَذَلِكَ، وَقَدْ وُعِدَ بِالعَذَابِ الأَلِيمِ، فَيَكْفِيهِ عَنِ الحَدِّ.
وَقِيلَ: الحَدُّ
لَم يَثْبُتُ عليه بِبَيِّنَةٍ ، فَإٍنَّهُ إِنَّمَا يَذْكُرُهُ بَيْنَ
أَصْحَابِهِ . وَقِيلَ: حَدُّ الْقَذْفِ حَقُّ الآَدَمِيِّ لاَ يُسْتَوفَي إِلَّا
بِمُطَالَبَةٍ.
وَإِنْ قِيلَ:
إِنَّهُ حُقٌّ للهِ، فَلاَبُدَّ مِنْ مُطَالَبَةِ الَمْقُذوفِ .
وَقِيلَ:
تَرَكَهُ لِمَصْلَحَةٍ هِيَ أَعْظَمُ مِنْ إِقَامَتِهِ ؛ كَمَا تَرَكَ قَتْلَهُ
مَعَ ظُهُورِ نِفَاقِهِ ،
*****
أي: لِمَ حَدَّ الرسول صلى الله عليه وسلم
هؤلاء النفر الثلاثة، ولم يحد المنافقين؟ لأن هؤلاء الثلاثة مؤمنون، والحد يطهرهم،
أما هذا، فمنافق في الدرك الأسفل من النار، ولا يطهره الحد.
أيضَا هو لم يُظْهِر
هذا، إنما كان يُسِره بين أصحابه، ويفشيه بين أصحابه، ولا يظهر به ظاهرًا، لا
يتكلم به ظاهرًا، لنفاقه قَبحَهُ الله!
هذا من الإجابات؛ أن
حد القذف للمخلوق، وهي رضي الله عنها لم تطالب بأن يقام الحد على هؤلاء.
وهي درء المفاسد؛
لأن له قبيلة، وله ناس.
الرسول صلى الله عليه وسلم ترك قتل عبد الله بن أبَي بن سلول مع أنه كان يصرح بالنفاق، لما أراد عمر رضي الله عنه قتله؛ كما في الحديث: فَقَامَ عُمَرُ