×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وَأَيضًا فَإِنَّ اللهَ أَحَبَّ أَنْ تَظْهَرَ مَنْزِلَةُ رَسُولِهِ عِنْدَهُ وَأَهْلِ بَيتِهِ، وَأَنْ يَتَوَلَّى بِنَفْسِهِ الدِّفَاعَ، وَالرَّدَّ عَلَى الأَعْدَاءِ، وَذَمَّهَمْ وَعيبَهُمْ بِأَمْرٍ لاَ يَكُونُ لِرَسُولٍ فِيهِ عَمَلٌ .

وَأَيضًا فَإِنَّهُ المَقْصُودُ بِالأَْذَى، فَلا يَلِيقُ أَنْ يَشْهَدَ بِبَرَاءَتِهَا، وَكَانَ عِنْدَهُ مِنَ القَرَائِنِ أَكْثَرَ مِمَّا عِنْدَ المُؤْمِنيِنَ، وَلَكِنْ لِكَمَالِ ثَبَاتِهِ وَصَبْرِهِ وَرِفْقِهِ، وَفّي مقَامَ الصَّبْرِ حَقَّهُ، وَلَمَّا جَاءَ الْوَحْيُ حُدَّ صَرَّحَ بِالإِفْكِ إِلَّا ابْنَ أُبيّ،

*****

  قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُو بِٱلۡإِفۡكِ عُصۡبَةٞ مِّنكُمۡۚ لَا تَحۡسَبُوهُ شَرّٗا لَّكُمۖ بَلۡ هُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۚ لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُم مَّا ٱكۡتَسَبَ مِنَ ٱلۡإِثۡمِۚ وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبۡرَهُۥ مِنۡهُمۡ لَهُۥ عَذَابٌ عَظِيمٞ [النور: 11]، فالمقصود من قوله تعالى ﴿وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبۡرَهُۥ مِنۡهُمۡ لَهُۥ عَذَابٌ عَظِيمٞ هو عبد الله بن أبي.

الرسول صلى الله عليه وسلم هو المقصود بالأذى، هم لم يقصدوا عائشة رضي الله عنها، يقصدون الرسول صلى الله عليه وسلم والطعن في رسالته، هذا قصدهم أذية الرسول صلى الله عليه وسلم، الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبرئها من نفسه، مع أنه يعلم براءتها، ولكن الله أراد أن يبرئها هو سبحانه وتعالى.

حُدَّ من صَرحَ بالإفك ممن تكلموا فيه من المؤمنين، وهم ثلاثة؛ رجلان وامرأة، وأقام صلى الله عليه وسلم عليهم حَدَّ القذف ([1]).


الشرح

([1])  انظر سيرة ابن هشام (2/302)، وتاريخ المدينة لابن شبة (1/328،337)، ومسند البزار (14/334).