×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وَلِتَتِمَّ العُبُوديَّةُ المُرَادَةُ مِنْهَا  وَمِنْ أَبَوَيهَا .

وَتَتِمَّ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ، وَلِتَشْتَدَّ الْفَاقَةُ مِنْهُمْ إِلَى اللهِ وَالذُّلُّ لَهُ، وَالرَّجَاءُ لَهُ، وَلِيَنْقَطِعَ رَجَاؤُهَا مِنَ المَخْلُوقِينَ ؛ وَلِهَذَا وَفَّتْ هَذَا المَقَامَ حَقَّهُ، وَلَوْ أَطْلَعَ اللهُ رَسُولَهَ عَلَى الفَورِ، لَفَاتَتْ هَذِهِ الأُمُورُ وَالحِكَمُ، وَأَضْعَافُهَا وَأَضْعَافُ أَضْعَافِهَا .

*****

لأنها صبرت رضي الله عنها، وانتظرت الفرج، حتى جاء الله بالفرج.

«أَبَوَيهَا»؛ هما أبو بكر رضي الله عنه وأم رومان رضي الله عنها زوجة أبي بكر رضي الله عنه.

تقول رضي الله عنها: إنها لم تتوقع أنه سينزل فيها قرآن، لم تظن أنه سيأتي للرسول صلى الله عليه وسلم رؤيا يراها، لم تتوقع أن الله عز وجل سيتكلم في شأنها ([1]).

الله جل وعلا مدد هذه المحنة شهرًا كاملاً، مددها من أجل أن تتضح القضية، فيرسخ إيمان المؤمنين، ويحصل منهم الصبر، ويظهر نفاق المنافقين، الذين يظهرون الإيمان وهم كاذبون، أظهر الله عز وجل كذبهم، وفضحهم.

الذي رد عليهم هو الله جل وعلا، هو الذي رد عن عائشة رضي الله عنها، لم يرد عنها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يرد عنها الصحابة، الذي رد عنها هو الله عز وجل من فوق سبع سماوات.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2661)، ومسلم رقم (2770).